منك ارتحلنا سويّاً..
تقاطرت أيامنا يوماً بعد يوم..و تتابعت السنين..
فتناثر الغبار على دفاتر مذكراتنا التي كتبت..
آه-ما أحلى تلك اللحظات!
ذكريات جامدة تحركت..إنها محض نبضات سمعت..و مجرد
نظرات أبصرت..
إنها لحظات متسارعة
كنت لتشاور..لتناثر و إستعادة ذكريات السنين..
على أرضك..تخالطت النغمات..و تنادت الأصوات..
كل واحد منا يصيغ سمفونية لصاحبه..
سمفونية الحياة..
نتحلى بها عندما يضيق القدر و نشعر بلوع و ضجر..
نحن وحي من الحياة رسونا على أزقتك
بأحلامنا الوردية الجميلة ..رسمنا مجدك..
إنك مدرستي..
طالت يدك لترشف شفاهها عطاءاً فياضاً من السلسبيل
و بان عطاؤك من خرير ماءه الغدير
منك ارتحلنا سويا..
تلك هي الأيام..هي لفحة و نفحة..
حباً و كرهاً..أملاً ويأساً..غضباً و حلماً..هي الأيام
مدرستي..
أعوامنا تجددت فيك و أية أعوام
نمر على خطى دروبك بلا لجام
نجوب فيك للعلم لا نهب الزحام
لنا همة و عزيمة و قلب همام
إنها مجاراة الزمان..
فقد حان الأوان..وضعنا بصمتنا على زقاقك القديم
فحديث معلمتي قد حن له الفؤاد
فكيف للأذن ألا تسمع..و للعين ألا تدمع..و نبضات
القلب تتسارع من حرارة الشوق
إليك مدرستي..
أتينا و أضوائنا على أزقتك بضحكاتنا البريئة..نشق
بها شفقاً قد اعترى بشجونه..
و حركاتنا المتراقصة على المسارح..فيها ننشد و نمثل
ونروي الأهازيج
ففي مسرحك مدرستي..
تذوقنا مع معلمتي من الساعة الرملية بحذر
و شغاف قلوبنا تردد متخبطاً كالأعمى بلا بصر
لا يعرف أين يذهب يتلافت بلا نظر
فقد حان الأوان..
انطلقنا بلا عنان
نتخطى كل أسوار العزلة و القضبان
نشق دهاليز ظلام الجهل بلا استئذان
تفارقنا بلا حسبان لنبقى أسرى بلا عنوان
منك ارتحلنا وتقاسمنا الحنان
فحبك مدرستي هو همسة إلى الوجدان
منك ارتحلنا..و ياليت ساعتي توقفت و أيامي الثقال
قد مضت..
مدرستي..
فيك ارتجينا..ثم انتظرنا لنحقق فيك روائع الإنجاز
حتى أعلنت ساعة الرحيل ..
فيك ارتأيت
بنظرة
فبسمة
عنك ارتحلت
نظرة و لكنها ذكرى لا تغيب
بسمة و لكنها ذهب فريد
كان عاماً و بعده عاماً جديد
عام جديد..سعي أكيد
......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق