الثلاثاء، 30 يوليو 2013

كفاك همسا



كفاك همساً على أذني

كفاك همساً فإني ضقت من الوشاية..

كفاك فإن همسك يرجعني إلى حيث البداية..

كفاك فإن أذني تصم من طول الحكاية..

كفاك..كفاك..كفاك..

دفنت حطاماً في قلبي من ينبوع كلامك اللانهائي ..يتدفق كلامك..ويتساقط ودقاً من سحابة بغظك..يزيد ويزيد و نغرق في أدراج النسيان..

و أقول لك كفاك همساً على أذني..

و لكنك لا تسمعني..و تصبع أصماً ما أنت بأبكم..

متى ستتوقف عن الكلام..أتتنظر حتى يغدرني أصحاب الزمان..ارحل و لا تهمس ..ارحل فإنك صغير في عيني..

أتهمس كذباً عن صديق هو رفيق العمر في يوم الدراسة

أو أن توشي بأصحابي و أنت ليس لك في الحقيقة دراية

و تثرثر لتفكك وشائج محبة هي في الصعب معوانة..

قلت لك كفى..لا تضيق بسمعي فإنه يريد أن يسمع أنات الصحاب من بعيد

يريد أن يسمع كلام الأخوة من هناك..

لننثر كلنا عبيق المحبة..و تتنفس أنفاسنا بأكسجين المودة..و ينهمر مطر العطاء..فينمو الزهر ليعطي ثمار تعاون بهي الثمر..و نقطفها لنعيد ألوان الحياة..هكذا نحن نعيش

 فكفاك..

أتنفث سماً فاتكاً يهلكنا..و يميت قلوبنا..و يزيد شتاتنا؟!

إنك تقتلني تشنقني تجعلني كطير مذبوح لا يرى بسمات الصحاب..و لا لقاء الأحبة الذي لا تتجدد عوده كعودة الغيث الذي يبهج الزهر و يعطيه اللون الزاهي..

ماذا أقول لك غير كفى ..و ألف كفى ..يا صاحبي أتدري أين يسكنون هم ..هم في قلبي..و أين يقبع عهدي لهم ..إنه يقبع في قلبي..


أتقول صدقاً أم أن أمانيك الشريرة تفرقنا؟..لا أؤمن فيك..لا أصدقك ..لا أرافقك..فكفاك لا تهمس على أذني..

كفاك لا تصنع صنيعتك اللئيمة..ستذوق بعد كل وشاية ذميمة..

و لن تخيب سهام الموت موعدها..ستأتي لتكسر قلبك القاسي الصلد ..و تبين حقيقة الكذب المريرة..

اذهب فإنك بالوشاية خاسر..إن الواشي لبئس قرين يسمع

كفاك و لا تجعل ميزان كلمك مفرطاً ..و لسانك الثرثار لا تجعله يعطب و يهلك بأصحابي..

إياك أعني و تكون محبباً لصحبتي و كل الناس ..فكفاك همساً..فكفاك همسا على أذني..

خطوة خطوة..



خطوة..خطوة

قد لاحت غي ناظري شمس الربيع
ببشائرها جاءت تظيءمن جديد
و تعلن مجيء البشرى و هروب ليالي الشتاء
فما أحلاها من بشرى
زادت من نشوة الأم الحنون و أدخلت السرور في محياها الجميل
بشرى زادت الحياة أكثر من حياة
لتبدأ خطوتها من يومها الجديد
خطوة..فمنها انطلقت لعالمها الجميل
لتنظر الوجود و تبحث عن أسراره


بنيتي..
بثغرك الباسم زينتي الوجود كتفتح أزهار الربيع اليانعة
بكاؤك ترنيمة أصغت لها آذان الصباح و المساء
عيناك ألمعت بلونها البهيج لتنظر إلي بنظرتها الفاحصة أو الخاطفة من قريب أو بعيد
خطوة ..خطوة حتى بدأت تكبرين
بنيتي..
تلامست أطراف أقدامك و يداك بأرض رحاب
تبكين أريد أن أجوب و لكن ترجعين إلى خصر أمك الرؤوم
اجلسي بنيتي في أحضان أمك لتسمعي ألف كلمة في مهدك الوحيد
و تمتمي كلماتك و اسمعيني لغة الصغار
خطوة و خطوة و يزيد..

قفي لتنظري أكثر ما في الوجود
قفي فأنت قادرة و سوف تفعلين
فخطوة و خطوة و أنت تزحفين
تبعثرين،تلعبين،تمرحين..
ففي كل لحظة أنت في فرح و تسمعينا  سمفونية الحياة بفمك الصغير
خطوة..خطوة و يزيد
امشي و العبي بنيتي فإن يوم الميلاد قريب
امشي و فرحتي بك تزيد
امشي بأقدامك الصغيرة في هذه الأرض و اصنعي ما تريدي أن تصنعيه و ارسمي أحلامك الصغيرة في يوم ميلادك السعيد..

مدرستي..ذكرى لن تغيب



منك ارتحلنا سويّاً..


تقاطرت أيامنا يوماً بعد يوم..و تتابعت السنين..
فتناثر الغبار على دفاتر مذكراتنا التي كتبت..
آه-ما أحلى تلك اللحظات!
ذكريات جامدة تحركت..إنها محض نبضات سمعت..و مجرد نظرات أبصرت..
إنها لحظات متسارعة
كنت لتشاور..لتناثر و إستعادة ذكريات السنين..
على أرضك..تخالطت النغمات..و تنادت الأصوات..
كل واحد منا يصيغ سمفونية لصاحبه..
سمفونية الحياة..
نتحلى بها عندما يضيق القدر و نشعر بلوع و ضجر..
نحن وحي من الحياة رسونا على أزقتك
بأحلامنا الوردية الجميلة ..رسمنا مجدك..


إنك مدرستي..
طالت يدك لترشف شفاهها عطاءاً فياضاً من السلسبيل
و بان عطاؤك من خرير ماءه الغدير
منك ارتحلنا سويا..
تلك هي الأيام..هي لفحة و نفحة..
حباً و كرهاً..أملاً ويأساً..غضباً و حلماً..هي الأيام


مدرستي..

أعوامنا تجددت فيك و أية أعوام
نمر على خطى دروبك بلا لجام
نجوب فيك للعلم لا نهب الزحام
لنا همة و عزيمة و قلب همام
إنها مجاراة الزمان..
فقد حان الأوان..وضعنا بصمتنا على زقاقك القديم
فحديث معلمتي قد حن له الفؤاد
فكيف للأذن ألا تسمع..و للعين ألا تدمع..و نبضات القلب تتسارع من حرارة الشوق


إليك مدرستي..
أتينا و أضوائنا على أزقتك بضحكاتنا البريئة..نشق بها شفقاً قد اعترى بشجونه..
و حركاتنا المتراقصة على المسارح..فيها ننشد و نمثل ونروي الأهازيج
ففي مسرحك مدرستي..
تذوقنا مع معلمتي من الساعة الرملية بحذر
و شغاف قلوبنا تردد متخبطاً كالأعمى بلا بصر
لا يعرف أين يذهب يتلافت بلا نظر
فقد حان الأوان..
انطلقنا بلا عنان
نتخطى كل أسوار العزلة و القضبان
نشق دهاليز ظلام الجهل بلا استئذان
تفارقنا بلا حسبان  لنبقى أسرى بلا عنوان
منك ارتحلنا وتقاسمنا الحنان
فحبك مدرستي هو همسة إلى الوجدان
منك ارتحلنا..و ياليت ساعتي توقفت و أيامي الثقال قد مضت..



مدرستي..
فيك ارتجينا..ثم انتظرنا لنحقق فيك روائع الإنجاز حتى أعلنت ساعة الرحيل ..
فيك ارتأيت
بنظرة
فبسمة
عنك ارتحلت
نظرة و لكنها ذكرى لا تغيب
بسمة و لكنها ذهب فريد
كان عاماً و بعده عاماً جديد
عام جديد..سعي أكيد
......