لأحققنَّ ما وعد لساني و أعلنا..
جلسْتُ اقرأُ كتابي في وسطِ الدجى
و صوتها الرخيمُ من ثغرِ البابِ قدْ أتى
أوشك لساني أنْ يسألها مجارياً و لكنها
بعثرتْ كلامه كلمة و كلمة حتى انتهى
نداتني حزينة مهمومة و كأنها
مغموسة في وحشةِ الأقدار و لسانِها شكا
ما أزهى نغمها فأردفت على دهشتي
و قلَبت دفتراً منْ ذكرياتي و قلبها روى
غلقتُ نافذتي ففتحتْ نافذةَ الحوارِ معي
وقالتْ لي أنا رفيقة طموحكِ ياهدى
فأخرجت تعابيرَ الحروف من معجمِي
وهتافُ كلماتي و رنينُ أفكاري و الرُؤى
إنها لغتي بنتُ العروبةِ بثوبِ فِخارها
بحراً فياضاً و أنا طائر قد ارتوى
لبيك يا لغتي بنت عدنان التي
و سعت كتاباً معظّماً هو دستورنا الأولا
لبيك يا من سحائبِك أمطرتِ لي علومك
يحقُّ لك ممن استسقى الجهاد و الفدى
صرختِ ألماً من قومك مستنجدةً
فصرختك نداءً واعياً و أنا الصدى
لا تحزني من غدر الزمانِ و لا تيأسي
كتبت شعري لعلَّ شعري قدْ وفى
كتبته و رسمت مجدي فيكِ بهمةٍ
رغم المصاعب واليأس الذي لي قد أتى
و أكدار الحياة تلوح لي قادمةً
تصد طموحي و جاوز طغيانها المدى
متى يا لغتي يسطر تاريخي نصرة
ترفع رأسي و تمسح من عيني دمع القذى
سأحيا راغبا في النضال و التألم
إني أجزع على طموحي من البلى
متى لغتي سآتي بخبري مستبشرا
أجزع من عمر الزمان أن يقال فنى
طمحت و ما زالت بصيرتي في زلة
أخاف الاعراب و النحو و أأكل الهمزة
و من الشعر و العروض لا أفقه شاكيا
و لساني يتلعثم خوفا إذا قرأ و تلى
أيرضى عقلي هواناً و تخاذلاً يقتلني
لغتي عذرا فإني كنت ممن قد أهملا
صفحاً منك يا من هُجرتِ فإنك
شمساً تشعين نوراً هادياً عند الفرقدا
أتيتك اليوم اقرأ و أشعر و اكتب خواطري
و أعرف النحو الجميل و أبصر الهمزة
فإذا أكلت همزات الحروف فاعلمي
أني نسيت و بصري عن الكتابة قد عمى
سأشق ديجور الظلام بنزاهة فكرتي
ما ظل فؤادي عن هواه و ما غوى
شفق من الكلمات اعترى بياض ورقتي
فزاد وهج مشاعري للغتي و ما انتهى
سأسابق الصحب من أجلك في رفعة
و أزيل منك لغتي الهم الذى احتشى
سأشعل جذوة طموحي و لن تضعف
فو الله لأحققن ما وعد لساني و أعلنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق